من قال إن الحيوانات غبية ، أو إنها لا تدرك ما تقوم به من أعمال، يكون خاطئاً، هذا ما يثبته العلم يومياً، حيث تملك الأحاسيس والمهارات اللازمة، ليس هذا فحسب بل إنها قادرة على تذوق الفنون، كذلك الحمام، حيث تثبت الدراسات العلمية أنه ذكي لدرجة يمكنه القيام بمهارات حسابية، وأن يرى ويتعامل مع محيطه مثل الإنسان، ويستطيع أن يميز الأشكال المختلفة بشكل دقيق .
كان للحمام تاريخ طويل في الماضي في نقل الرسائل بين الأمم، واشتهر نوعه الزاجل بهذه المهمة، واستخدم في البريد لما يمتاز به من السرعة الفائقة ولتكاثره السريع وطيرانه من دون حاجته إلى دليل أو مرشد ولدقته في الوصول إلى أهدافه وكذلك لجمال شكله وألفته، حتى إن الأمم أصبحت تتنافس في اقتناء حمام الزاجل والعناية به مخصصة له المدربين .
يستطيع أن يقطع الحمام آلاف الأميال باتجاهات وأنحاء مختلفة، وتكثر الأحاديث عنه، ففي الحرب العالمية الثانية وعند هجوم الألمان على بلجيكا اصطحب المظليون الحمام خلف خطوط جيوش الحلفاء ثم أطلقوه بعد ذلك مع رسائل عن نتائج عمليات التجسس التي نجحوا في الحصول عليها، وتجري حديثاً مناورات عسكرية يشترك فيها حمام الزاجل في إطار تدريبي في عمليات الاتصال .
كما أن العالم البريطاني تشارلز داروين قام بتربية الحمام لمساعدته على صقل نظريته في علم الأحياء "الاصطفاء الطبيعي" وكان مبهوراً بشدة ذكائه .
وأثبتت الدراسات الحديثة المتعددة أن الحمام أكثر ذكاء مما كنا نتوقع، وهو ما يؤكده العالم الألماني أونور جونتورجون من جامعة الرور في بوخوم بألمانيا بحسب مجلة "نيو ساينتست" وهو الذي يدرس سلوكها منذ 30 عاماً "نحن نعرف في أيامنا هذه أن الحمام فقط يأتي ليأكل فتات الخبز في الشوارع، ومن ردهات الطعام" .
ويرى الباحثون أن الحمام يستطيع أن يميز الأشكال المختلفة ويتعثر في الأشكال المتشابهة بنفس درجة الإنسان، وله القدرة على تعلم مهارات معقدة ورد فعل لحدث معين بسلسلة من الإجراءات المتسلسلة أو غيرها كرد فعل للحمامة على حدث معين، كما أنه قادر على تمييز الصور الفوتوغرافية المختلفة والمقارنة بينها ويمكن أن يميز صورة شخصين مختلفين .
وبحسب دراسة أونور يمكن للحمام تخزين المئات من الصور كاملة التفاصيل لعدة سنوات والتمييز بينها والقدرة على العد، ليس الحمام فقط ولكن معظم أنواع الحيوانات حتى النحل، ومن التجارب المثيرة أن الحمام خلال الأربعة أشهر الأولى يمكنه التمييز بين ال 26 حرفاً أبجدياً في اللغة الإنجليزية .
ويقول العلم الحديث إن لديه القدرة الطبيعية على رسم خريطة المجال المغناطيسي للأرض وخاصة حمام الزاجل، ويستعين بها في معرفة طريق العودة إلى موطنه وهو ما ينفي القول عن استخدام حاسة الشم لديه لتحديد مساره أثناء الطيران .
فعلى مدار عقود لم تعكف الدراسات لمعرفة كيف يتعرف الحمام إلى مكانه ويسافر آلاف الكيلومترات واستخدام الملاحة الجوية للوصول لبيته، ليس فقط الوصول ولكن اختيار أقرب وأقصر الطرق للوصول . فالطيور عموماً تستطيع السفر والطيران لمسافات طويلة في النهار واستخدام الشمس كدليل أو ليلاً باستخدام النجوم، والحمام في الليالي المظلمة يقوم باستخدام خلايا خاصة في دماغه تجعله يحدد خطوط الأرض المغناطيسية واستخدمها في الملاحة .
وحل اثنان من الباحثين في كلية بايلور الأمريكية للطب بمدينة هيوستن، لو تشينغ و ووديكمان ديفيد، جزءاً أساسياً من هذا اللغز، قائلين إن خلايا دماغ الحمام يمكن أن تتعرف إلى الحقل المغناطيسي للأرض، وهو نوع من البوصلة البيولوجية .
وتظهر التجارب أن للحمام القدرة على العد، ليس ذلك فقط ولكن القدرة على تعلم بعض القواعد المجردة مثل التصنيف للأرقام والأشياء المتشابهة عن طريق النظر للشاشة وتصنيف العناصر الموجودة من أعلى إلى الأسفل أو العكس وتجميع الأرقام مثلا 2 و3 و4 مع بعضها بعضاً ومعرفة أن 3 أكثر من 2 و4 أكثر من 3 .
وكان يعتقد قبل عام 1990 أن بعض الحيوانات فقط تستطيع القيام بهذه العمليات مثل القرود، إلا أن دراسة من جامعة أوتاغو في نيوزيلندا قالت إن الحمام يقوم بأعمال تشابه أفعال القرود .
وقالت إليزابيث برانون، أستاذ علم النفس وعلم الأعصاب في جامعة ديوك الأمريكية، وأحد العلماء الذين قاموا بتجارب على الحمام . "أداؤها يبدو تماماً مثل القردة "، مضيفة "حان الوقت لبدء التجارب مع الحمام في مسائل رياضية أكثر تعقيداً" .
ومن التجارب الطريفة أيضاً، أن الحمامة تستطيع التمييز بين رسوم مونت وبيكاسو عن طريق نقر الحبوب المرسومة في لوحات بيكاسو وتجاهل الأخرى، واستخدمت للتعرف إلى اللوحات الأصلية لبعض الفنانين، والحمام له القدرة على تنفيذ العمليات المشروطة التي تكافأ بعدها بالحبوب .
إعداد : إبراهيم باهو
سبحان الله وهو القادر على كل شيء
تسلم على روعة طرحك
حمام الامارات الله يعطيك العافية على الموضوع الاكثر من رائع معلومات طيبة
كل الشكر لك على طرحك الرائع ..
تسلم على الموضوع
بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز