تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » ()

() 2024.

(( المدابس غرف شاهدة على تاريخ الإمارات ))

خليجية

ينشغل مزارعو النخيل في هذه الأيام بالحديث عن المدابس (غرف حفظ التمر) إذ يتحدثون في مجالسهم ويشغلهم أمر حفظ تمورهم خاصة حفظ الأنواع الجيدة منها لاستخدامها لاحقاً عقب انتهاء الموسم وطوال فصل الشتاء .

بناء المدابس هي مهنة قديمة درج على امتهانها سكان الإمارات منذ فجر التاريخ، وعلى رغم تشابه الشكل العام في بناء المدبسة إلا أن هناك فروقاً طفيفة في بنائها وهناك نوع من التدرج في بناء المدبسة من الأكثر بساطة إلى المدابس الأكثر تعقيداً .

محمد عامر النيادي مدير إدارة البيئة التاريخية في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث تحدث عن المدابس في منطقة العين، وأشار إلى أن واحات العين المترامية الأطراف كان لها دور كبير في عملية تخزين التمور واستخراج الدبس قبل مئتي عام تقريباً، حيث انتشرت المدابس آنذاك ومن أشهرها مدابس القطارة ومدابس واحة هيلي وأهمها مدابس بيت بن هادي ومدابس بيت بن سرور في المعترض وفي المسعودي مدابس المسعودي وهي مخازن للتمور ولاستخراج الدبس في آن واحد ويعود تاريخها من 150 إلى 200 عام مضت تقريباً .

ونوه إلى أنه من خلال التنقيبات التي تقوم بها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث تم اكتشاف مدبسة في دلما بالمنطقة الغربية .

من جانبه يؤكد عيسى عباس حسين مراقب المسح والتنقيبات الأثرية في إدارة الآثار بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة أن المدابس قديمة في الإمارات بشكل أكثر مما يتصوره البعض إذ اكتشفت في العصر الحجري بمنطقة البحيص مجموعة هياكل بشرية من العصر البرونزي في الألف الثالث قبل الميلاد والألف الثاني قبل الميلاد، ووجد ان أسنان هذه الهياكل قد تعرضت للتلف جراء التسوس، ما يدل على ان السكان في العصر البرونزي تناولوا سكريات أتلفت أسنانهم وقد يعزى ذلك إلى تناولهم الرطب أو التمور والدبس .

ويضيف “في موقع دبا في القرن السابع عشر إلى الثامن عشر تم العثور على مجموعة من الملابس التي تدل على أن عمليات تخزين التمور والحصول على الدبس كانت منتشرة حيث تم اكتشاف من 6 إلى 7 مدابس” .

وتتواصل في الوقت الحالي آخر مرحلة من مراحل فعاليات موسم جني النخيل وهو يسمى محلياً (كنز التمور) وذلك وسط مشاركة واسعة من قبل المزارعين حيث يعد موسم كنز التمر في الإمارات موسم فرح سنوي تشارك فيه الأسرة وهو مناسبة اجتماعية واقتصادية مهمة ينتظرها أصحاب النخيل كل عام ليأكلوا التمر شتاءً ويتذوقوا الدبس طوال العام .

أما المواطن علي سعيد الشحي (63 عاماً) فيقول: “في موسم الرطب نستعد لجمع السح ويسمى موسم السح وفي نهاية موسم الرطب (نهاية فصل الصيف) نستعد لموسم آخر استعداداً تملؤه الفرحة أكثر من استعدادنا لموسم جني الرطب وهو موسم حفظ التمر في المدابس” .

من جانبه يقول محمد سهيل المزروعي مدير عام مركز ليوا للتمور “الدبس هو عصارة التمر التي تسيل من التمر بصورة طبيعية بدون تدخل بشري وهذا يعني أننا لا نحتاج لتقنيات معقدة للحصول على الدبس فهو يسيل بصورة طبيعية من المدابس” . ويضيف “المدبسة هي في الواقع أماكن لتخزين التمر وجمع الدبس فعملية تخزين التمر وجمع الدبس هما عمليتان متزامنتان وذلك أن التمر عندما يتم تخزينه يبدأ الدبس بالسيلان والخروج منه”

م.ن

خليجية

خليجية

تسلم على الموضوع

تشرفت بمروركم العطر بالموضوع

تسلم علي الموضوع

شكرا ع الموضوع الرائع…

شكرا ع الموضوع الرائع…

خليجية

شكراً ع الموضوع

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.