حدائق منزلية تعتمد النمط الصيني الأقرب إلى الطبيعية
حدائق منزلية ثرية بمكوناتها وعناصرها (تصوير محمد حنيفة)
تبتهج بعض الحدائق المنزلية وهي متشحة بنمط الحديقة الصينية، التي تتميز بثراء عناصرها، وزخمها، حيث نجد الانسجام في توزيع النباتات، فكل مجموعة نباتية تعطي فكرة أو مدلولا خاصا، وهي مرنة من حيث المساحة، فيمكن أن تنشأ في المساحات الضيقة والمحدودة، أو قد تمتد فكرتها على مساحات واسعة، معتمدة على استخدام النباتات المستديمة الخضرة والنباتات المتساقطة ولكن بنسب قليلة جدا، وتقل فيها المسطحات الخضراء التي تستبدل بالرمل أو الحجارة، فهي أقرب إلى الطبيعة بعناصرها، فهذا التنوع في محتويات الحديقة، يعطي النفس البشرية وحدات ومحطات تستريح فيها وتتجدد بالانتقال من زاوية إلى أخرى.
خولة علي (دبي) – يقول المنسق الزراعي عمر أحمد، إن الحديقة ذي الطراز الصيني أقرب إلى الطبيعية بعناصرها إلا أن المصممين أيضا ساهموا في البحث عن وسائل يمكن أن يجلبوا المزيد من المتعة والجاذبية على حدائقهم التي تنبض بالإبداع والحرفية في تشكيل النباتات. مضيفا أن هذا الفن تواجد قديما عند الصينيين الذين برعوا فيه، حيث نجد حدائقهم تزهو بمختلف الأشكال التي تحاكي الأحياء بمختلف أنواعها، كما نجدهم أيضا قد انفردوا في تقديم فن زراعة النباتات القزمية البنساي، لتتحول إلى تحفة نباتية جميلة تزهو بتفاصيل الشجرة العملاقة، في أحواض مصغرة، كما تنوعت أيضا العناصر المائية كالنوافير البسيطة، التي تقذفها فوهة الجرار على اختلاف أحجامها، مانحة الحديقة أجواء نابضة بالحياة، حيث يركن المرء في جنبات المكان، ويرمي بأفكاره، بعيدا، وهو ينصت بإمعان واسترخاء لخرير الماء الذي يعزف لحن الحياة، وصوت العصافير التي تغرد في قفصها الذهبي الذي علق بالقرب من محطات الجلوس. تلك اللوحة التي رسمها الفنان بالألوان الطبيعية وبخامتها، حولت المنازل إلى بيئة مثالية لأصحابها.
إبراز جمالية المكان
ويؤكد المنسق الزراعي عمر أحمد، أن الحديقة لابد أن ترتسم بمعاني الألفة والإبداع الذي يترجم به المرء رغبته في التعبير عن لحظة دافئة وعميقة في أحضان الحديقة، حتى لو كانت محدودة المساحة وصغيرة، إلا أنها تحمل العديد من الافكار والصور، التي خرجت عن الصورة الرتيبة والنمط الذي تتمثل به بعض الحدائق المنزلية التي تفتقد لبعض الجماليات بالرغم من أنها كلفت أصحابها مبالغ طائلة. كما أن التنويع والتشكيل في الحدائق المنزلية أمر مطلوب ولابد منه، إلا أن الأمر لابد أن لا يخرج عن نطاق التناغم والتوازن في مكونات الحديقة، حتى لا يكون هناك خلل ما يؤدي إلى تشويه منظر الحديقة، وعدم إبراز جمالية المكان كما يجب. فكل جزء او محطة ما لابد أن تدرس جيدا من حيث وضع الأفكار، وتكون في المكان الملائم والمساحة المتوفرة.
ويشير عمر أحمد قائلاً: في حال كانت المساحة نوعا ما محدودة، فيتم تحديد محطة للجلوس أولا ثم يمكن توزيع بين ثناياها العناصر التزيينية كالنوافير البسيطة والتحف والممرات، والنباتات المتسلقة والأحواض المزهرة مع الاضاءة. ويمكن أيضا ان توزع الأحواض النباتية كحل لمشكلة ضيق المساحة. وعادة ما يتم اختيار لهذا النوع من الحدائق النمط الصيني الأقرب إلى الطبيعية، والذي يتميز بالشجيرات والنباتات ذات الاوراق المستديمة، والتي يمكن تشكيلها وتطويعها وفق ذوق المرء، ورغبته، وتوزع كقطع وتحف بديعة في الممرات وبين ثنايا الحديقة.
المصدر:جريدة الاتحاد
شكرا" لتواجدكم بالموضوع
تسلم على الموضوع..
شكرا لمرورك بالموضوع
تسلم على الموضوع
تسلم على الموضوع