مقدمة:
اتجه الاهتمام في السنوات الأخيرة نحو العناية بدراسة مدى تأثير العوامل البيئية على الإنتاج الحيواني سواء التأثير المباشر أو غير المباشر إذ أن لهذا التأثير ردود فعل على الإنتاج الحيواني وكذلك على إنتاج المحاصيل الحقلية إلا أنه لوحظ:
1- هناك مشاريع ذات كفاءة عالية بالرغم من كونها في مناطق حارة.
2- زيادة الطلب على المنتجات الحيوانية لتقابل الزيادة في السكان.
3- الحاجة الدائمة للحيوانات للأغراض غير الغذائية كالصوف والجلود.
4- أهمية الحيوانات في حفظ الماء والتربة.
5- مقدرة الحيوانات على تحويل الأعلاف الرخيصة إلى أغذية مهمة في تغذية الإنسان.
ففي لويزيانا بالولايات المتحدة تطورت تربية الأبقار تطوراً مذهلاً وكبيراً.
مما سبق يدل على أنه ليس من الصعب الحصول على إنتاجية عالية من مشاريع تربية الحيوان في المناطق الحارة. والحاجة ملحة لتأمين الغذاء إذ أن استهلاك الفرد اليومي من البروتين الحيواني لايزيد عن 18 غ وهذا يشكل أقل من معدل الاستهلاك في العالم بنسبة 30% وأقل بنسبة 60% من استهلاك الفرد في الدول المتطورة. والسبب المهم في نقص البروتين الحيواني بدول عديدة يمكن التغلب عليه بسهولة.
هذا وقد أدخلت منذ نهاية الخمسينات الأبقار الأجنبية إلى القطر العربي السوري وأثبتت تأقلماً جيداً وأنتجت الحليب ما يضاهي دول المنشأ إلا أنه لاقت في السنوات الأخيرة بعض العقبات أهمها :
1- عدم توفر العلف الأخضر بكميات مناسبة لهذه الأبقار مما أدى إلى تدهور الإنتاج لبعضها.
2- بازدياد الاستيراد دخل مربين جدد لاتتوفر لديهم الخبرة الكافية في رعاية هذه الأبقار في عداد المربين وهم يجهلون أمور تغذية وتربية وتناسل الأبقار.
لذا لابد لنا من المرور على هذه الأمور باختصار.
لماذا نزرع الأعلاف الخضراء:
1- العمل والآلة: يوجد لهما فترة تعطيل إذا لم يكن هناك محاصيل زراعية مختلفة تختلف عن بعضها البعض في مواعيد زراعتها بالتالي أوقات الحصاد لذا يجب تنوع المحاصيل حتى يمكننا استغلال الآلة بشكل اقتصادي.
2- خصوبة التربة: للمحافظة على خصوبة التربة يجب تعدد المحاصيل التي تزرع في بقعة ما على مواسم مختلفة، فالمحاصيل المختلفة لها متطلبات من التربة مختلفة من العناصر الغذائية (فالبقوليات) بالإضافة لكونها تأخذ الآزوت من الجو للتربة لها جذور عميقة تأخذ العناصر الغذائية التي توجد على عمق أكبر من منطقة الاستفادة لجذور المحاصيل النجيلية لذا فإن الفصة والبرسيم يستطيعان الحصول على العناصر الغذائية من أعماق التربة بعكس الشوفان والشعير التي لها جذور تبقى قريبة من سطح التربة.
3- تكرار استغلال الأرض: لمحصول واحد لسنوات متعاقبة يؤدي إلى نقص خطير في العناصر الغذائية اللازمة لهذا المحصول، لايمكن تعويضها بالأسمدة الكيماوية ولكن بالدورة الزراعية المناسبة.
4- إن المحصول الثاني لايملأ الفراغ وإنما يساعد المحصول الآخر على النمو بشكل جيد وتحمل للظروف القاسية مثل زراعة الشوفان والبرسيم مع بعضها البعض أو زراعة الشعير والبيقية.
5- يمكن أن يكون لدى المزارع أنواع مختلفة من الأراضي ومن المفضل استغلالها لمحاصيل مختلفة لكل منهم نوع مناسب من التربة.
6- المهم في الزراعة هو الحصول على ربح أكثر وبحساب تكاليف إنتاج الوحدة الغذائية من العلف الأخضر ومقارنتها بسعر الوحدة العلفية من الأعلاف المشتراة نجد فرق كبير، يمكن أن يحصل عليه المربي عند زراعة الأعلاف الخضراء اللازمة لقطيعه.
استهلالك الأعلاف الخضراء:
إن كمية العلف الأخضر الذي تستهلكه البقرة باليوم يعتمد على حجم المعدة الأولى أي حجم الكرش وهذه مرتبطة بوزن الجسم. والعلف المستهلك يزداد بازدياد وزن الجسم. ولحساب نسبة الاستهلاك بالنسبة لوزن الجسم نجد أن النسبة تتناقص بازدياد وزن الجسم لذا فالأبقار الكبيرة الحجم تستهلك علف أكثر بصورة مطلقة إذا ما قورنت بالحيوانات الأصغر حجماً.
ومن الناحية العملية فإن استهلاك الأعلاف المالئة عموماً لايتأثر بكمية العلف المركز المقدم للحيوان إذا كانت كميته بحدود 4 كغ. ويمكن للأبقار استهلاك كمية 12-14 كغ مادة جافة. ومن المعلوم أن نسبة المادة الجافة في العلف الأخضر حوالي 15% وهذا يعني أن الاستهلاك بحدود 90 كغ علف أخضر وهذه الكمية من العلف الأخضر كافية لإنتاج 20-25 كغ حليب.
اقتصادية استعمال الأعلاف الخضراء:
بدراسة تكلفة إنتاج الوحدة العلفية من الأعلاف الخضراء نجدها حوالي 40 ق.س للوحدة بينما في حالة شراء الأعلاف المركزة بالسعر الرسمي فإن الوحدة العلفية تكلفة 75 ق.س أي أن المربي الذي يعتمد على الأعلاف المركزة فقط في تغذية حيواناته يخسر في كل وحدة علفية لايقل عن 35 ق.س أي أنه يدفع بجدود 700 ل.س قيمة إضافة للأعلاف عن كل رأس بقر يربيه فقط من فرق تكلفة إنتاج الأعلاف الخضراء.
لذا ننصح المربين بزراعة الأعلاف الخضراء على أن يخصص للرأس الواحد 1-2 دونم سنوياًَ حسب إنتاجية الأرض. هذا بالإضافة إلى أن تقديم الأعلاف الخضراء للأبقار يقلل من نسبة حدوث الأمراض ويرفع من نسبة الخصوبة.
تغذية الأبقار الحوامل:
تبدأ التربية الجيدة للعجول وهي ماتزال في أحشاء أمهاتها حيث يتعين تغذية البقرة الحامل تغذية جيدة خلال فترة الحمل، وأن الأبقار التي تلد وهي في حالة جيدة يمكن لها أن تتحمل نقص التغذية لفترة قصيرة دون أن يقل إنتاجها ويؤدي امتداد فترة نقص التغذية إلى التأثير على الإنتاج وأن حالة المولود تكون جيدة وأن الأبقار التي تلد وهي في حالة سيئة فإنها لايمكنها أن تعتمد على المخزون في جسمها إلا لفترة قصيرة جداً وتبعاً لذلك فلابد أن يعتمد مستوى إنتاج الحيوانات على درجة تغذيتها الحالية. ولايمكن الحصول على مستوى مرتفع من الإدرار إذا كان مستوى التغذية منخفضاً .
وأن المولود يكون ضعيفاً واحتمال بقائه على قيد الحياة يكون ضعيفاً ، كذلك وإذا بقي فله كثير من المشاكل الصحيحة.
والتغذية خلال فترة الجفاف (الشهرين الأخيرين من الحمل) تكون بإحدى الطريقتين:
1- الدفع الغذائي:
لهذه الطريقة مميزات عديدة أكثر من الطرق التقليدية المتبعة في تغذية الأبقار الجافة ويمكن تقسيم التغذية إلى مرحلتين:
أ- المرحلة الأولى من فترة الجفاف.
ب-المرحلة الأخيرة من التجفيف.
وتبدأ المرحلة الأولى من بدء التجفيف حتى 2-3 أسابيع قبل الولادة. والمرحلة الأخيرة هي الأسابيع الثلاث الأخيرة من الحمل، وفي هاتين المرحلتين تهيئ البقرة للموسم القادم. الأبقار الجافة والتي حالتها الصحية جيدة تحتاج إلى علف مالئ جيد النوعية حتى الأسابيع الأخيرة قبل الولادة، والدريس المقدم يجب أن لايكون الغذاء الوحيد والذي غالباً ما يكون منخفض القيمة الغذائية. والأبقار التي حالتها الصحية ضعيفة يقدم لها قليل من العلف المركز باليوم إضافة إلى العلف المالئ وذلك بغرض زيادة وزن الجسم ولتعويض الفاقد خلال فترة الإدرار السابقة.
ومخلوط العلف المركز يمكن أن يكون نفس العلف الذي يقدم للأبقار الحلوب إذا كانت المجموعتين تتناولان نوع واحد من العلاف المالئ وذلك لأن البروتين والأملاح المعدنية التي يحتاجها الجسم متشابهة. ملح الطعام والأملاح المعدنية الأخرى يجب أن تكون مؤمنة، ونسبة الفوسفور في مخلوط الأملاح المعدنية مناسبة ويمكن استعمال فوسفات الصوديوم عندما يكون العلاف المالئ بقولي، أو فوسفات ثلاثي الكالسيوم أو مسحوق عظام عندما يكون العلف المالئ نجيلياً.
إن الأعلاف الفقيرة بالفوسفور والحديد والكوبالت والفيتامينات إذا قدمت للأبقار خلال فترة الجفاف ولمدة طويلة فإن لها تأثير سيء على العجل حديث الولادة.
أما بالنسبة للتغذية خلال المرحلة الثانية فمن المفضل إضافة علف مركز عالي القيمة لتهيئة البقرة للموسم القادم.
وهذا كذلك بالنسبة للبكاكير التي تقترب من موسمها الأول.إذ أن من المعلوم أن الغدد اللبنية تستكمل بناؤها في الستة شهور الأولى من الحمل تقريباً ، ويؤدي زيادة تغذية العجلات حينئذٍ إلى تشجيع نمو النسيج الدهني على حساب النسيج الإفرازي، أما الزيادة في التغذية بعد هذه المرحلة فإنها لاتؤثر على الضرع بل تؤدي إلى زيادة الاحتياطي اللازم من غذاء الحيوان الذي يفيد في زيادة الإنتاج.
ومن الدراسات التي يكون لها غاية الأهمية في أنواع الأبقار المختلفة هي محاولة الكشف عن مراحل نمو العجلات التي يكون فيها التسمين ضاراً.
أما بالنسبة للأبقار العالية الإدرار فإنها تستجيب إلى المستويات العالية من التغذية على الأعلاف المركزة خاصة إذا قدمت لها قبل بداية الإدرار وهذه تسمى بالدفع الغذائي Challenge Feeding وتستعمل في القطعان الكبيرة والصغيرة على السواء.
تسلم على الموضوع
تسلم على الموضوع
شكرًا على المشاركة …
تسلم على الموضوع
نورت …
تسلم على الموضوع..
شكرًا ع المرور . . .